قاد النجم الهولندي روبن فان بيرسي مانشستر يونايتد للفوز على فريقه
السابق ارسنال بنتيجة 2-1 في قمة مباريات الجولة العاشرة من منافسات الدوري
الانجليزي الممتاز على ملعب أولد ترافورد يوم السبت.
واقتنص مان يونايتد قمة الترتيب مؤقتا بعدما رفع رصيده إلى 24 نقطة بفارق
نقطتين عن تشيلسي صاحب المركز الثاني الذي يحل ضيفا على سوانزي سيتي في وقت
لاحق يوم السبت.
وتجمّد رصيد ارسنال عند 15 نقطة ليظل في المركز السادس مع إمكانية تراجعه عدة مراكز مع نهاية مباريات الجولة.
أحرز هدفي يونايتد روبن فان بيرسي وباتريس ايفرا في الدقيقتين 3 و 69 على
التوالي، وأهدر وين روني ركلة جزاء قبل انطلاق صافرة نهاية الشوط الأول،
بينما تعرض جاك ويلشير لطرد "مستحق" ليكمل ارسنال المباراة بعشرة لاعبين
منذ الدقيقة 69 قبل أن ينجح سانتي كازورلا في تقليص الفارق لارسنال بهدف في
الدقيقة 92.
واستمر بذلك سجل تفوق يونايتد على ارسنال خاصة
في ملعب أولد ترافورد، بينما تكررت بعض حوادث مباراة الموسم الماضي حيث
احتسب الحكم ركلة جزاء ليونايتد، بينما طرد أحد لاعبي ارسنال.
سيطر مانشستر على المباراة في أغلب الأوقات باستثناء النصف الأول من الشوط الثاني الذي شهد أداء متكافئا من الفريقين.
دفع السير اليكس فيرجسون بقوته الضاربة في الهجوم مشركا الثنائي روبن فان
بيرسي ووين روني، ومن خلفهما الجناحين اشلي يونج (في الجبهة اليسرى)
وأنطونيو فالنسيا (في الجبهة اليمنى) بطريقة 4-4-2 التي تتحول في بعض
الأحيان إلى 4-4-1-1 في ظل وجود روني في مركز المهاجم المتأخر.
روغم تألق الدولي الانجليزي ثيو والكوت في مباراة ارسنال الأخيرة أمام
ريدنج، وقيادته لفريقه للفوز بإحراز "هاتريك"، قرر ارسن فينجر الإبقاء على
لاعبه الشاب في دكة البدلاء، وأشرك الفرنسي اوليفر جيرو في مركز المهاجم
الصريح، ومن خلفه الثلاثي رامسي وكازورلا وبودولسكي.
هاجم فريق "الشياطين الحمر" ضيفه مبكرا وبكثافة، وهو ما وضع لاعبو ارسنال
تحت ضغط شديد وجعلهم عرضة لارتكاب الأخطاء، ولم تكد تمر 3 دقائق فقط حتى
جاءت الهفوة عن طريق القائد توماس فيرمالين الذي فشل في تشيت عرضية فابيو
دا سيلفا لتسقد الكرة أمام فان بيرسي الذي لم يتردد في التسديد بيمناه
ممزقا شباك فريقه السابق لتشتعل مدرجات مسرح الأحلام.
اهتز لاعبو ارسنال بشدة عقب الهدف المبكر، وتبادر إلى أذهانهم خسارتهم
الكارثية الموسم الماضي على نفس الملعب بنتيجة 8-2، وفشلوا في الوصول إلى
منتصف الملعب لشن هجمة وحيدة منظمة، ولم ينجحوا في تطبيق طريقة لعبهم
المعهودة من خلال الاستحواذ على الكرة بنسبة كبيرة.
وبمرور الوقت، ظهرت تعليمات السير اليكس فيرجسون الصريحة للاعبيه بتكثيف
الهجوم من خلال الجبهة اليمنى في ظل تألق الجناح الإكوادوري انطونيو
فالنسيا بالإضافة إلى الظهير البرازيلي دا سيلفا، وما ساعد على ذلك هو
إنخفاض مستوى ظهير ارسنال الأيسر سانتوس الذي كان بمثابة فريسة لمراواغات
فالنسيا وانطلاقاته.
انتظر ارسنال 24 دقيقة
قبل أن يهدد مرمى الحارس الأسباني ديفيد دي خيا عندما انطلق ارون رامسي
الذي دفع به ارسنال في مركز الجناح الأيمن بدلا من ثيو والكوت، ومر من
باتريس ايفرا قبل أن يرسل عرضية خطيرة تكفل دي خيا بإبعادها عن المرمى.
غاب التفاهم تماما بين كل من بودولسكي وجيرو وكازورلا، وهم مصدر الخطورة
الحقيقة في الفريق اللندني، ولم يسدد "بولدي" وجيرو كثيرا على المرمى،
بينما شكل الثنائي "المتناغم" وين روني وفان بيرسي تهديدا كبيرا على مرمى
الحارس فيتو مانوني الذي أنقذ مرماه من هدفق محقق بعدما تصدى لتسديدة زمليه
في السابق بيرسي وأبعدها عن مرماه.
وسنحت
فرصة ذهبية لمان يونايتد في ترجمة تفوقه الكامل إلى هدف ثاني بعدما احتسب
مايك دين حكم المباراة ركلة جزاء إثر لمسة يد من لاعب الوسط الأسباني سانتي
كازرولا، انبرى لها "الفتى الذهبي" وين روني وأضاعها حينما سدد بقوة بجوار
القائم الأيمن للحارس الإيطالي مانوني لينتهي الشوط الأول بتقدم أصحاب
الأرض بهدف وحيد.
وشهد الشوط الثاني أداء
متكافئا نسبيا عن نظيره الأول، خاصة بعدما دفع فينجر بوالكوت بدلا من رامسي
في الدقيقة 50، وكاد ارسنال أن يحرز هدف التعادل بعدما تسلم جيرو كرة داخل
منطقة الجزاء وسدد كرة لامست القائم الأيمن للحارس دي خيا قبل أن تمر
بسلام إلى خارج الملعب.
ولم يهدأ يونايتد،
وحاول استثمار إخطاء ارسنال، وللمرة الثانية يرتكب "القائد" فيرمالين هفوة
كبيرة بعدما تباطأ في التعامل مع أحد الكرات قبل أن يقتنصها بيرسي ويرسل
عرضية خطيرة فشل فالنسيا "المنفرد" في تحويلها في شباك مانوني.
ازدادت التدخلات العنيفة في المباراة خاصة من لاعبي الوسط في الفرقين،
وأنذر حكم المباراة مايك دين الثنائي كليفرلي (يونايتد)، وويلشير(ارسنال)
شفيها بعدما قدم لهما البطاقة الصفراء في الشوط الأول. وعلى الفور قرر
فيرجسون بحنكة سحب لاعبه خوفا من الطرد، ودفع بالبرازيلي اندرسون بدلا منه،
بينما غامر فينجر وأبقى على ويلشير.
وأفلت
فان بيرسي من الحصول على بطاقة حمراء "مستحقة" بعد تدخل عنيف على بكاري
سانيا، ليقوم الحكم بإشهار البطاقة الصفراء له. ورغم ذلك، واصل بيرسي تألقه
ونجح في كسر مصيدة التسلل بمهارة يحسد عليها قبل أن ينفرد بالحارس مانوني
ويسدد لكن الأخير تعملق وأنقذ مرماه ببراعة.
صمد ارسنال حتى الدقيقة 67 قبل أن تستقبل شباكه الهدف الثاني من أصحاب
الأرض والذي جاء عن طريق نقطة ضعف "المدفعجية" وفشلهم في التعامل مع الكرات
العرضية بعدما ارتقى القائد المانشستراوي باتريس ايفرا وسدد برأسه في شباك
مانوني.
ولم يكن الهدف الثاني هو الجانب
السيء الوحيد لارسنال في الشوط الثاني، ودفع فينجر ثمن الإبقاء على ويلشير
أو على الأقل عدم إصدار تعليمات له بعدم التدخل بقوة، حيث حصل على بطاقة
حمراء "مستحقة" بعدما تدخل بعنف على باتريس ايفرا ليكمل ارسنال المباراة
بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 69.
انتهت خطورة
ارسنال تماما بعد تأخره بهدفين وطرد ويلشير، وظهر التفوق الكبير للسير
الاسكتلندي على "الفيلسوف الفرنسي" خاصة بعدما اعتمد بشدة على الهجوم من
الناحية اليمنى التي شهدت أداء مزريا من البرازيلي سانتوس بينما وقف فينجر
متفرجا!
تحولت المباراة إلى جانب واحدة في
اتجاه الحارس الإيطالي الشاب، الذي يستحق بلا منازع لقب أفضل لاعب في فريق
ارسنال، بعدما نجح في الخروج من عرينه في مرات عديدة لالتقاط الكرة إما من
أمام بيرسي او فالنسيا، كما تألق أيضا المدافع الألماني بير ميتساكر.
ازداد طمع فيرجسون في المباراة، ورغب في تلقين فينجر درسا مماثلا لما حدث
الموسم الماضي، فقرر الدفع بالبرتغالي الخطير لويس ناني بدلا من الإكوادوري
فالنسيا الذي قدم الكثير، ليستمر في الهجوم من الثغرة الرئيسية لارسنال في
جبهته اليسرى.
ورغم ذلك، صمد لاعبو ارسنال
حتى النهاية، بل ونجح الأسباني كازرولا في إحراز هدف حفظ ماء الوجه بالرغم
من النقص العددي بتسديدة صاروخية في الدقيقة 92 لتنتهي المباراة بفوز
يونايتد 2-1.