الجن عند العرب
كان العرب يرهبون الجن ويتقربون إليهم ويستعينون بهم
وقد كانوا إذا نزل أحدهم بواد هابه واستعاذ بسيده من الجن
وكان العرب يستهدون قبل الإسلام بالجن إذا صلوا فكان أحدهم إذا صلى في قلاة
قلب قميصه وصفق بيديه كأنه يومئ إلى إنسان ليهتدي
ومن العادات الجاهلية التي اشتهرت وما زالت حتى الآن، قيام العرب بذبح الذبائح
حين الانتقال إلى دار جديدة أو عند عتبة البيت وتلطيخ الأبواب أو الجدران بدم الذبيحة
وكان الرجل إذا أراد دخول قرية خاف وباءها أو جنها وقف على بابها فنهق كما ينهق الحمير
ثم يعلق عليه كعب أرنب رقية من الوباء أو من الجن
وتظهر بعض المأثورات الأدبية عن طقوس معينة لا بد منها ومن إتيانها لإتمام الميثاق
بين البشر والجن، وقد يكون ذلك الميثاق مؤقتا لمصلحة بعينها أو قد يكون دائما
فإذا نقض الإنسان الميثاق فإنه يجر على نفسه انتقام الأرواح الخفية (الجن)
التي لا ترحم ولا تعذر، ومن العامة من يستأذن حين يطأ مواضع يظنها آهلة بالجان
فلا يصب مثلا الماء الساخن في بيت الخلاء أو مكان جلي الأواني قبل أن يقول "دستوركم يا أسيادي"
معتقدات
من أشكال التعامل مع الجن عمل حجاب للوقاية من السحر واستخدام الحجارة مثل أحجار المغناطيس
التي تبطل عمل السحر وتهرب الشياطين، بل ولطرد الجن، يعتقد العامة ببعض الأدعية
مثل: "يا بو الريش إن شاء الله تعيش" ورقوة المبدول حيث يعتقد العامة أن الجن أبدله بغيره
فإذا أريد استرداده من الجن قيل "حد الله بينّا وبينكم، هاتوا ابننا وخدوا ابنكم"
وثمة وسائل أخرى للتحكم في الجن وتسخيره حسب اعتقاد العامة حيث يزعم الكثير
أنهم يستفيدون من أسرار وخدام أسماء الله الحسنى
فعل سبيل المثال يقول صاحب شموس الأنوار وكنوز الأسرار ابن الحاج التلمساني المغربي
أما الاسم الأعظم ذو الجلال والإكرام، فإن له تصريفات كثيرة وكلها سريعة الإجابة
بشرط أن يكون الإنسان على طهارة كاملة وفي خلوة بعيدة عن العامرة ولا ينام إلا عن غلبة
ولا يأكل إلا الحلال ولا يلبس إلا الحلال، فبعد ذلك الاجتهاد يظهر لك نور أحمر
يعم الآفاق ويخترق السبع الطباق ويحضر لك عالم الروحانيين في زي عظيم
وصفة حسنة من كل لون، فإذا سلموا عليك فرد عليهم السلام فيقولون لك
ماذا تريد أيها العابد باسم الله الأعظم؟ ويقال إن هذا الاسم "ذو الجلال والإكرام”
كان عند اصف بن برخيا وزير سليمان ابن داوود عليه السلام وهو الذي أخبر به الجليل تعالى
"قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك"
ويؤمن العامة أن مسكن الجن هو الرماد ويرون أن موعد انتشار الجن على الأرض
هو عند اصفرار الشمس وفي بعض البلدان العربية، إذا سقط طفل على الأرض وقت الظلام
جاءت أمه ورشت مكان سقوطه ماء وملحا وقرأت بعض التعويذات حماية للولد من المس
كأن تقول "تور يا صاحب المكان، لا تأذونا ولا نأذيكم مية وملح إحنا وإياكم صلح"
فرشّ الملح على الأرض نوع من طلب رضاء الجن ومؤاخاته ليكون بينهم وبين السكان "عيش وملح"
ومن الناس من يعتقد بأن ضرب القطط ليلا يؤدي إلى إلحاق الأذى بالضارب لأن القطط من الجن
ومنهم من يعتقد بعدم جواز إعارة الخميرة بعد غروب الشمس لأن في ذلك صيانة لبكرة الخميرة
ومحافظة على طاقتها الكامنة، وفي بعض البلدان الأفريقية يمنع أن يدخل على النفساء
من حلق ذقنه أو شعره أو التي عادت فورا من عزاء أو جنازة، ومن المعتقدات أيضا
أن توضع سكينا تحت رأس النفساء أو الوليد لأن الجان يخافون الحديد
كما يرى العامة أن الأرز المطبوخ الذي ليس به ملح طعام للجن
والجن قادرون على التشكل بأشكال مختلفة، فقد تشكل إبليس كما تقول الروايات التاريخية
في صورة شيخ نجد في دار الندوة وبصورة سراقة بن مالك في بدر، والجن يروننا ولا نراهم
فقد روي عن الإمام الشافعي قوله "من زعم أنه رأى الجن رددنا شهادته ما لم يكن نبيا
لأن الله تعالى يقول: "إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم"
والجن لا يعلمون الغيب حتى يخبروا أحدا به وكفى بكلام الله برهانا
الموضوع الأصلي :
أحاديث الجن //
المصدر :
منتديات أحلى حكاية //
الكاتب: AGILIED1