كسب المنتخب الليبي احترام الجماهير الكروية ، وفاز على نظيره السنغالي
بهدفين لهدف مساء اليوم الأحد.. ومع ذلك حرم من التأهل للدور الثاني من كأس
الأمم الإفريقية المقامة حالياً في غينيا الإستوائية والجابون بعد أن
توقف رصيده عند أربع نقاط في المركز الثالث بعد زامبيا 7 نقاط ثم غينيا ب6
نقاط ( تأهلا للدور الثاني ) .. فيما خرج المنتخب السنغالي مسجلاً أسوأ
نتائج دولية في تاريخه بخسارته لمبارياته الثلاث واحتفظ بالرقم صفر من
النقاط في رصيده .
أحرز هدفي المنتخب الليبي إيهاب البوسفي في الدقيقتين 5 و 83 ، فيما سجل هدف السنغال اللاعب نداياي باهيتي في الدقيقة 11 .
بدأ المنتخب الليبي اللقاء بشكل متوازن ، قبل أن يميل إلى الاختراق الهجومي
من خلال مثلث الفاعلية الذي يقود الهجمات من الناحية اليسرى من خلال
قاعدته الدفاعية الني يتولاها محمد المغربي ، وصانع اللعب جمال عبد الله من
قلب الملعب، واللاعب المهاري صاحب الرؤية الجيدة أحمد سعد الذي يمثل
اللمسة الأخيرة للمهاجمين إيهاب البوسفي وأحمد الزوي .
في الوقت الذي أراد فيه المنتخب السنغالي رفع إيقاع اللعب للاستفادة من
تفوقه البدني وعامل السرعة .. قاد المغربي الجملة الهجومية وتخطى منطقة
الوسط اليسرى من خلال مناورته مع جمال عبدالله ، ليمرر الأخير لأحمد سعد
الذي قدم فاصلاً من المراوغة الإيجابية ثم مرر الكرة للمنطلق من الخلف
إيهاب البوسفي ل"يغمز" الكرة من تحت الحارس السنغالي كهدف ليبي أول في
الدقيقة الخامسة من اللقاء .
بعد التقدم الليبي بهدف البوسفي ، كان يتوجب على عناصر الخبرة في المنتخب
أن تقود الدقائق الخمسة التي تلي الهدف ، بحكمة الكبار من خلال الاستحواذ
على الكرة ومحاولة التواجد لأطول وقت ممكن في ملعب السنغال ، إلا أن سعد
وجمال والبوسفي والعبيدي والشيباني ، بالإضافة إلى المدير الفني للمنتخب
ماركوس باكيتا ، لم يلتفتوا إلى ذلك واستمروا في أداهم الطبيعي ، فمنحوا
السنغال فرصة الاستحواذ والإنقضاض البدني حتى تواجدوا في منطقة جزاء ليبيا
مما أسفر عن حصول السنغال على ركلة ركنية ، نفذها ممادو نيانج على رأس
نداياي ماهيتي ليودعها في المرمى الخالي من حارسه سمير عبود الذي خرج في
المكان والتوقيت الخاطيء ، ومراقبة قلبي الدفاع السيباني وسلامة .. ليتعادل
المنتخبين في الدقيقة الحادية عشر من اللقاء .
انحصر اللعب في وسط الملعب ونجح المنتخب الليبي في عدم الذهاب بإيقاع اللعب
نحو السرعة ، من خلال تعطيلها تحت أقدام جمال عبدالله ، ومهارة أحمد سعد ،
دون محاولة الانقضاض نحو الهجوم من العمق أو الأطراف على أمل إحراز هدف
التقدم من جديد ، حتى جاءت الدقيقة 32 لتشهد أكبر فرص اللقاء للتهديف عندما
سدد سليمان كمارا كرة صاروخية أنقذها الحارس عبود ببراعة .. لتمر دقائق
الشوط الأول دون تغيير مؤثر على الأداء العام للمنتخبين حتى نهايته .
مع انطلاق الشوط الثاني، أدرك مدرب السنغال معنى أن يكون هو من قاد المنتخب
الذي لم يفز في أي مباراة خلال مشاركاته بالمونديال الإفريقي ، لذلك عمد
إلى تغيير إسلوب اللعب من 4-4-2 إلى 4-3-3 ، بهدف تكثيف التواجد الهجومي
أمام مرمى عبود ، وفي المقابل لم يكن باكيتا بالأقل طموحاً، فدفع بمروان
المبروك لاعب الوسط المهاجم، بدلاً من لاعب الإرتكاز السناني ثم الشريف
بدلاً من السويني .
هذه التبديلات العناصرية والتكتيكية منحت الأفضلية النسبية للمنتخب
السنغالي ، لكن يقظة قلبي الدفاع سلامة والشيباني ، ومن خلفهما الحارس سمير
عبود ، ومن أمامهم لاعب الإرتكاز العبيدي ، أجهض محاولات الإندفاع البدني
لنجوم السنغال المحترفين في كبريات الأندية الأوروبية في كثير من المحاولات
، قبل أن يكثف سيسيه وسو وكمارا ضغطهم عند الدقيقة 70 ، ويهدر الأول فرصة
التقدم من انفراد كامل عندما سدد الكرة بجوار القائم الأيسر ، ثم تبعه موسى
سو بإهدار فرصة أخرى، حتى ألغى الحكم هدفاً لسليمان كمارا بداعي التسلل
عند الدقيقة 82 .
من الدقيقة 83 بدأ بكيتا في توجيه أحمد سعد ( لاعب المباراة الأول )
بالتحول من المستطيل الأيسر ، للعب في الملعب وتنظيم الأداء مع جمال
عبدالله ، ومحاولة التواجد بالكرة لأطول وقت ممكن في ملعب السنغال حتى
اقتناص الفرصة التهديفية .. وكان له ما أراد عندما نفذ سعد فاصلاً من تناقل
الكرة الدقيق قبل أن يمرر لأحمد الزوي الذي بدوره مررها مباشرة عرضية
للمنقض كالسهم ايهاب البوسفي الذي سدد " على الطاير " مباشرة لتسكن شباك
السنغال محرزاً هدف الفوز الوحيد لمنتخب بلاده في المونديال الإفريقي
بغينيا الإستوائية والجابون ، وليعود اللاعبين إلى طرابلس بشكل مشرف يستحق
الاحتفالية نظراً للظروف الثورية التي تمر بها ليبيا وحرمت المنتخب من
الإعداد الأمثل للكأس الإفريقية .