{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } 13041210

{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }

حفظ البيانات؟
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
ابتسم ارجوك
ابتسم ارجوك


:: مشرف :: المنتديات الإسلامية

:: مشرف :: المنتديات الإسلامية
معلومات اضافية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/04/2012
العمر العمر : 32

{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } Empty
موضوع: { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } Calend10السبت أبريل 07, 2012 4:05 pm





{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ ، على مَنْ كانَ القرآنُ خُلُقهُ ، وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم.
وبعد : سوفَ نعيش
منْ خلالِ ، هذا البحثِ ، مع بعضِ الحقائقِ العلميةِ ، التي وردتْ في
أحاديثِ الحبيبِ الأعظمِ ، عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، وكيفَ أثبتَ العلمُ
الحديثِ ، صِدقَ هذهِ الحقائقِ يقيناً ، فتفضلوا معيَ أيَّها الأحبة ،
للاطلاعِ على هذا البحثِ ، الذي
هو :
فكرة و إعداد: هشام عبد الرحمن حسن عبد الرحمن بريد إلكتروني : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] & [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]و الإشراف العلمي و كتابة البحث :د. محمود عبد الله نجا (مدرس بكلية طب المنصورة ( والمشرف علي موقع آيات معجزات[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بريد إلكتروني : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، غفرَ اللهُ تعالى لهُم ولوالديهِم ، وللمسلمينَ ، ولنا ولوالدينا ، ولِمَنْ قرأه أو ساهمَ في نشرهِ ، آمين.


[ ملخصُ البحثِ ]
أمرنا الحبيبُ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم ، ( بإطفاءِ المصابيح بالليلِ ) ، و بعدَ سنواتٍ عديدةٍ ، منْ البحثِ العلميِّ ، حولَ تأثير الضوءِ ، على الإنسانِ و البيئةِ،قالَ العلمُ ( صدقَ رسولُ الإسلامِ ) , فإظلام المصابيحِ ، إعجازٌ نبويٌّ ، يقي الإنسانَ و بيئتهُ ، منْ [ التلوث الضوئي ] الذي ينشأُ منْ التعرضِ الزائدِ للضوءِ في الليلِ.


[ النصُ المُعجزِ ]
حذرنا الحبيبُ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم ، منْ خطرِِ المصابيحِ ، إذا تركناها موقدة
عندَ النومِ ، و ذلكَ في عددٍ كبيرٍ ، منْ الرِّواياتِ , منها ما ذَكرَ
علَّة التحذيرِ ، و هي الخوف منْ الاحتراقِ بنارها , و منها ما جاءَ ،
بدونِ ذكرٍ لعلَّةِ الأمرِ ، بإطفاءِ المصابيحِ ، لتعمَّ النصيحة و
الرَّحمة النبويةِ ، كلّ المخلوقاتِ ، في كلِّ زمانٍ و مكانٍ.

أولاً: الرِّوايات التي ذكرتْ علَّة إطفاءِ المصابيحِ عندَ النومِ : ( الخوف من النار ).

الرِّوايةُ الأولى ‏:‏حديث ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قَالَ : [ لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ ][ متفقٌ عليهِ ]
الرِّواية الثانية :‏
حديث
أَبِي مُوسى رضيَ اللهُ تعالى عنهُ ، قَالَ : احْتَرَقَ بَيْتٌ
بِالْمَدِينَةِ ، عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ
النَّبِيُّ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قَالَ :[ إِنَّ هذِهِ النَّارَ : إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ][ متفقٌ عليهِ ].
الرواية الثالثة‏: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضىَ اللهُ تعالى عنهما - رَفَعَهُ قَالَ : [
خَمِّرُوا الآنِيَةَ ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ
، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ
انْتِشَارًا وَخَطْفَةً ، وَأَطْفِئُوا
الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ ، رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ ][ رواه الخاريُّ ]
الرواية الرابعة: عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ [ غَطُّوا الإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ وَأَغْلِقُوا الْبَابَ وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ
، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلاَ يَفْتَحُ بَابًا ،
وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ أَنْ
يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا ، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ،
فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ ، تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ
][ رواهُ مسلمٌ ]
ثانياً: الرِّوايات التي لمْ تذكرْ ، علَّة اطفاء المصابيحِ عندَ النوم.
الروايةُ الأولي: حدثنا همامٌ عنْ عطاءٍ عنْ جابرٍ ، قالَ : قالَ رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، [ أطفئوا المصابيحَ
بالليلِ ، إذا رقدتمْ ، وأغلقوا الأبوابَ ، وأوكوا الأسقية وخمروا
الطعامَ والشرابَ - قالَ همامٌ : وأحسبهُ قالَ : ولو بعودٍ يُعرضه
][ رواه ُ البخاريُّ ]
الروايةُ الثانيةِ :عَنْ جَابِرٍ - رضىَ اللهُ عنهما - عَنِ النَّبِىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قَالَ [ إِذَا اسْتَجْنَحَ { اللَّيْلُ }
- أَوْ كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ
الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ
الْعِشَاءِ ، فَحُلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ
، وَأَطْفِئْ
مِصْبَاحَكَ
، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ
اللَّهِ ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ
تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا
][ رواه ُ البخاريُّ ]

الروايةُ الثالثةِ : عن جَابِرٍ بْن عَبْدِ اللَّهِ رضيَ اللهُ تعالى عنهما ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ إِذَا
كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ،
فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ
اللَّيْلِ ، فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ، لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ،
وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا
آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا
شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ
][ رواهُ مسلمٌ ]

بعض شروح الأحاديثِ : قالَ القرطبيُّ : رحمهُ اللهُ تعالى :تَضمَّنَ هذا الحديث ، أنَّ اللهَ تعالى ، أَطلعَ نبيهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
، على ما يكون في هذهِ الأوقاتِ ، منْ المضارِ ، منْ جهةِ الشياطينِ ،
والفأرِ ، والوباءِ ، وقدْ أرشدَ ، إلى ما يتقي بهِ ذلكَ ، فليبادر إلى
فعلِ تلكَ الأمورِ ، ذاكراً للهِ تعالى ، مُمتثلاً أمرَ نبيهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، شاكراً لنصحهِ ، فَمَنْ فعلَ ، لمْ يُصبهُ منْ ذلكَ ضررٌ ، بحولِ اللهِ تعالى وقوتهِ
.
ملاحظاتٌ مُهمَّةٌ ، حولَ الأحاديثِ ، ( خصوصاً علَّة إطفاء المصابيحِ عندَ النومِِ ):
أولاً :تكرارُ
التحذيرِ النَّبويِّ ، مِنْ النارِ و المصابيحِ و السُرُجِ ، برواياتٍ
مُختلفةٍ ، و في مواقفٍ مُختلفةٍ , يدلُ على ، أنَّ منْ عادةِ العربِ ،
في زمنِ النَّبيِّ
صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، عندَ النومِ ، ترك المصابيحِ ، موقدة و خاصة ، في فترةِ الليلِ , و ذلكَ لمنافعَ عديدة ، منها :[ إذهاب وحشة الصَّحراءِ و الاحتماء منْ حيواناتِ الصَّحراءِ و للتدفئةِ ] , فبيَّنَ لهمْ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ
، أنَّ هذهِ عادة غير سليمة ، لمِا فيها منْ أضرارٍ ظاهرةٍ ، كما بينَ
في بعضِ الرِّواياتِ ، التي ذكرتْ الاحتراق بالنارِ , و أرشدهم
صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ
، إلى ما هو أنفع ، بإغلاقِ الأبوابِ ، لحصولِ الأمانِ , و إطفاءِ
النيرانِ ، لتوقي شرها ، و في عصرنا الحديثِ ، استبدلنا مصابيح النارِ ،
بالمصابيحِ الكهربائيةِ , و صرنا أحرصَ منْ العربِ ، في زمنِ النَّبيِّ
صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ
، على إنارةِ المصابيحِ ، في ظلمةِ الليلِ , بلْ انَّ هناكَ مناطقٌ
بأكملها ، كبعضِ المدنِ الحديثةِ ، تُحيل الليل إلي نهارٍ ، منْ كثرةِ
المصابيحِ المضاءةِ ، في ظلمةِ الليلِ , فهلْ الأمرُ النَّبويِّ : (
أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ
) ، ينطبق على مصادرِ الضوءِ ، في زماننا أمْ لا ؟؟؟؟؟ , هذا ما سوفَ نراهُ ، في النقطةِ التاليةِ ، بإذنِ اللهِ تعالى.
ثانياً: [ شُراحُ
الأحاديثِ ، قالوا : بأنَّ علَّةَ إطفاء المصابيحِ ، هي الخوف منْ ضررِ
النارِ ، الذي قدْ يحدث ، بسببِ الفويسقةِ أو بغيرِ سببها , فإذا انتفتْ
العلَّة ، أمكنَ ترك المصابيحِ ، موقدة في الليلِ

] ، و نلاحظُ هنا ، أنَّ شُراحَ الأحاديثِ ، لمْ ينتبهوا إلى : أنَّ
النارَ و المصباحَ و السراجَ , ليستْ فقط ، مصدرٌ للحرارةِ و النارِ , و
لكنها أيضاً ، [
مصدراً للضوءِ
] , وجزاهم الله تعالى خيراً ، ورحمهم برحمتهِ الواسعةِ آمين , فهذا ما
توصلوا اليهِ في زمانهم ، وصدقَ اللهُ تعالى : حيثُ قالَ : {
ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ .... }النجم30 ، و لو كانَ الضرر الوحيد ، منْ المصابيحِ و السراجِ ، هو النار و أمكنَ الاحتراز منهُ بوسيلةٍ ما ، لبيَّنَ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، ذلكَ ،
فكانَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، قادرٌ على ، أنْ يقولَ : [ احترزوا منْ نارِ المصابيحِ , أو ضعوها في أماكنٍ ، لا تصل إليها الفويسقة ] , و لكنْ لعلمهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ
، أنَّ ضررَ المصابيحِ ، أكبرُ منْ علَّةِ النارِ , فقدْ شدَّدَ على
الأمرِ ، بإطفائِها ، في الرِّواياتِ المُطلقةِ ، التي لمْ تذكرْ علَّة
النارِ و التي أتتْ علي سبيلِ العمومِ
) : أطفئوا المصابيح( ، و لذا فقدْ حذرهم ، منْ أمرٍ غيبيٍّ ، لا يَخْطُر لهمْ على بالٍ ، فلا
بُدَّ أنَّ الرَّوايات المُطلقة ، التي لمْ تُحددْ العلَّة ، أتتْ
لتبيَّنَ أنَّ هناكَ ، عِللٌ أُخرى لإطفاءِ المصابيحِ ، غير النارِ , لكي
يكون أمرهُ
صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، صالحاً لكلِّ زمانٍ و مكانٍ.

ثالثاً: مِمَّا
يؤكدُ على صحةِِ ، ما ذهبتُ إليهِ ، منْ أنَّ لإطفاءِ المصابيح ، عندَ
النومِ ، عللٌ أخرى ، غير النارِ ، كعلَّةِ الخوف منْ ضوئِها , قوله
تعالى : {
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً }الفرقان47و قوله تعالى :
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم
بِلَيْلٍتَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }القصص72

رابعاً: غالبُ الرواياتِ ، ربطتْ بينَ إطفاء المصابيحِ ، و بينَ الرّقادِ : ( النوم
) , و ذلكَ لأنَّ التعرضَ المُستمر للإضاءةِ بالنهارِ و الليلِ ، قدْ
تنتج عنهُ أضرارٌ صحِّيةٌ ، كما أثبتتْ الدراسات العلميةِ الحديثةِ ، كما
سوف نرى في هذا البحثِ ، بإذنِ اللهِ تعالى , و للحمايةِ منْ هذهِ
الأضرارِ ، ينبغي التعرض ، لفترةٍ معينةٍ ، منْ الظلامِ ، حتى و لو لمْ
تكنْ هذهِ الفترة ، لغرضِ الرّقادِ : (
النوم ).


الهدف منْ البحثِ :سنركزُ في الأحاديثِ السَّابقةِ ، على نقطةٍ واحدةٍ ، ألا و هي إطفاء السُرُجِ أو المصابيحِ ، عندَ النومِ , فقدْ جاءتْ السُّنة النَّبويةِ ، المُكمِّلة للقرآنِ ، بالنَّهي الصَّريحِ ، عنْ التعرضِ ، للمصابيحِ ، عندَ النومِ ، في الليلِ : ( أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ( ،
فهلْ أثبتَ العلمُ الحديثِ ، أنَّ التعرضَ لضوءِ المصابيحِ ، في الليلِ ،
لهُ أضرارٌ ، على الإنسانِ و بيئتهِ , و ما هي هذهِ الأضرار ؟؟؟؟ ، هذا
ما سوف نتناولهُ ، في هذا البحثِ بإذنِ اللهِ تعالى.

[الحقيقة العلمية ]
يعتبرُ مُصطلح : [ التلوثِ الضوئيِّ
] منْ المُصطلحاتِ الحديثةِ ، التي لمْ تكنْ في قاموسِ الإنسانيةِ , و هو
أحدُ أنواعِ الملوثاتِ البيئيةِ الحديثةِ ، التي تَسَبَبَ فيها إنسان
العصرِ الحديثِ , بسبِ الإسرافِ الزائدِ ، في استعمالِ الضوءِ الصناعيِّ ،
داخل و خارج البيوتِ , و في تحويلِ ليلِ المدنِ ، إلى نهارٍ صناعيٍّ ,
مِمَّا أثرَ بالسلبِ ، على الإنسانِ و بيئتهِ ، فقدْ بدأتْ إضاءةُ الليلِ
اصطناعياً ، بواسطةِ الكهرباءِ ، تُقلق طمأنينة الحياة , و تنزع لباس
الليلِ ، الذي عهدتهُ الكرة الأرضيةِ ، منذُ أنْ جعلَ اللهُ تعالى :
الليل سكناً و النهار نشوراَ , و تعاقب الليل و النهار , وتآلفتْ الكائنات
طبيعياً ( وضمنها الإنسان ) بهذا التعاقبِ الدوريِّ ، فسكنتْ الحياة ليلاً ،
وازدهرتْ بسعي أغلب الكائناتِ الحيةَِّ ، على معاشها نهاراً ، و مع
اكتشافِ المصباحِ الكهربائيِّ ، بدأَ الخلل ، في ميزانِ التعاقبِ الدوريِّ
لليلِ و النهارِ , و تفاقمَ هذا الخلل ، حتى وصلَ ذروتهُ ، في عصرنا
الحديثِ ، بعدَ أنْ صمَّمَ الإنسانُ ، بجهلٍ شديدٍ ، على إنارةِ كافة
البيوتِ و التجمعاتِ السكنيةِ ، بشكلٍ مبالغٌ فيهِ ، و بعدَ عقود منْ
الاستعمالِ الغاشمِ ، للإنارةِ الصناعيةِ , ظهرَ للإنسانِ ، أنَّ
الإنارةَ الكهربائية ، بالرغمِ منْ كلِّ ما لها منْ منافعِ ، إلا أنها لا
تخلو منْ المساويءِ , وظهرَ مصطلح : [
التلوث الضوئي
Light Pollution ] ، لوصفِ الآثارِ السلبيةِ ، المترتبةِ على أنواعِ الإنارةِ الاصطناعيةِ ، على الإنسانِ و بيئتهِ.

[ أثرُ التلوثِ الضوئيِّ على صحةِ الإنسانِ ]
بالرغمِ منْ أنَّ الأبحاثَ العلميةِ ، قدْ أثبتتْ أنَّ التعرضَ للضوءِ ، سواءٌ الطبيعيّ أو الصناعيّ ، يزيد منْ نشاطِ الإنسانِ
, و هذا منْ فوائدِ الضوءِ , و لكنَّ الأبحاثَ العلميةِ الحديثةِ ،
أثبتتْ أيضاً ، أنَّ زيادةَ فترة التعرضِ للضوءِ ، لها أضرارٌ على
الإنسانِ , و منْ هذهِ الأضرارِ
:

أولاً: زيادةُ نوبات الصداعِ ، والشعور بالإرهاقِ ، والتعرض لدرجاتٍ مُختلفةٍ ، منْ التوترِ ، وزيادة الإحساسِ بالقلقِ.
ثانياً: ارتفاعُ ضغط الدَّم : يعتقد
العلماء ، أنَّ ارتفاعَ ضغط الدَّمِ ، في هذهِ الحالاتِ ، ينتج بشكلٍ غير
مباشرٍ ، منْ زيادةِ مستوى التوترِ ، الذي يتعرض لهُ المُعرَّضَونَ
لفرطِ الإضاءةِ ، فالمعروف : أنَّ زيادةَ مستوى التوترِ ، تؤدي إلى إفرازِ
الجسمِ ، [
لهرمون الأدرينالين
] ، و المسئول عنْ وضعِ الجسمِ ، في حالةٍ منْ التأهبِ والاستعدادِ ، منْ
خلالِ تغيراتٍ بيولوجيةٍ وفسيولوجيةٍ عديدةٍ ، مثل رفع ضغط الدَّم ،
وزيادة ضربات القلبِ
.
ثالثاً: تثبيطُ جهاز المناعةِ : وجد بعض الباحثين ( C. Haldar *, R. Ahmad 2009 ) ،
أنَّ الضوءَ ، يؤثر على جهازِ المناعةِ ، منْ خلالِ تأثيرهِِ ، على
العينِ ، ثُمَّ المخِ ، ثُمَّ الغدةِ الصنوبريةِ , و كذلكَ منْ خلالِ ،
نفاذية الضوءِ ، لسطحِ الجلدِ ، حيثُ كلمَّا زادََ ، الطول الموجي ،
زادتْ درجة النفاذيةِ ، عبر النسيجِ البصريِّ ، و النسيجِ الجلديِّ ،
كما وجدوا
:
أنَّ الخلايا الليمفاوية ، في الدَّمِ ، تنتج [ هرمون الميلاتونين
] ، الذي يقوم بتنشيطِ المناعةِ , و أنَّ هذا الإنتاج ، يتأثر بالضوء ،
حيث يثبط الضوء ، الذي ينفذ منْ الجلدِ ، و يصل للخلايا الليمفاويةِ ،
التي تسير في الدَّمِ ، قرب سطح الجلدِ ، قدرة هذه الخلايا على تكوينِ و
إفرازِ[ الميلاتونين ] ، مِمَّا يؤدى الى ، نقصِ المناعةِ ، بطريقةٍ غير
مباشرةٍ , كما وجدوا أنَّ تعرض الجلدِ ، لفترتٍ منْ الظلامِ ، يُقوي ،
منْ مناعةِ الجسمِ
.
رابعاً: التأثير الضَّار للضوءِ على الجلدِ : وجد بعض الباحثين :
( Mahmud BH, et al:2008 ) ،
أنَّ للطيفِ المنظورِ ، منْ الضوءِ ، تأثيرٌ ضارٌ ، على الجلدِ ، حيثُ
يؤدي ، إلى احمرارِ الجلدِ ، و تبقعهِ ، و التدمير الحراري لخلايا
الجلد ، و كذلكَ ، إنتاج الشوارد الحُرة ، هذا بالإضافةِ ، إلى التدميرِ
غيرِ المباشرِ ، للحمضِ النوويِّ ، في خلايا الجلدِ ، الناتج عنْ
الأكسجين النشط ، ليسَ هذا فحسبٌ : بل الضرر الناتج ، منْ الأشعةِ ، [
فوق البنفسجية ] على الجلدِ ، التي يتعرض الإنسان لها نهاراً في ضوءِ الشمس
.
خامساً: نقص إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)، يتمُ إفراز [ هرمون الميلاتونين ] بصورةٍ طبيعيةٍ ، عندَ دخولِ الليلِ ، بواسطةِ غدة صغيرة ، في الدماغِ ، تعرفُ باسمِ : [ الجسمِ الصنوبري Pineal body ]
وهذهِ المادة ، تنتشر في الدَّم ، وتُعطي الإنسانَ ، الإحساس بالنعاسِ ،
تفرزُ هذهِ المادة الكيميائيةِ ، بانتظامٍ ، لكنْ يُعاني منْ نقصها ،
كبارُ السنِ ، فنلاحظُ : أنَّ نومهم مضطربٌ ، أكثر منْ صغارِ السِّنِ ،
الذينَ تفرز عندهم هذهِ المادةِ بوفرةٍ , إنَّ إفرازَ هذهِ المادةِ ،
يبدأُ مع (
بدايةِ الظلامِ ، ويكون إفرازه بسيط ويزداد مع الزمنِ ، إلى أنْ يصل الإفراز ذروته ، قبلَ موعد الصباحِ ) ، و قدْ وُجِدَ أنَّ إفرازَ هذهِ المادةِ ، يقلُّ بالتعرضِ للضوءِ ، مِمَّا يساعد على السَّهرِ ، و يعرض الجسم لعدَّةِ أمراضٍ
.


[ أهميةُ هرمون الميلاتونين للجسمِ ]
كعلاجٍ لاضطراباتِ النومِ : بحثٌ لـ( Reiter RJ, Korkmaz A; 2008 ) ، و كمضاد للأكسدة
، حيثُ ثبت ، أنَّ قدرتهُ تفوقُ ، بمعدلِ خمس مراتٍ ، قدرة فيتامين سي ،
وهذه درجة ، تجعل تصنيفهُ ، منْ أقوى مضادات الأكسدةِ المعروفةِ


: بحثٌ لـ ( Dominique Bonnefont-Rousselota,b, Fabrice Collin 2010) ، و أهميته للمخِ :وجدَ بعضُ الباحثينَ ( Olcese JM et al; 2009) أنَّ الميلاتونين ، يقللُ منْ حدَّةِ ، مرضِ الزهايمر و يبطئ منْ تقدمهِ , كما وجدَ البعض الآخر
( Juan C. Mayo et al;2005) ، أنهُ ضرورىٌ ، للوقايةِ ، منْ مرضِ الشللِ الرعاشِ ، و كذلكَ فى تحسينِ ، فاعلية العلاجاتِ للمرضى ، و الميلاتونين مسكنٌ للألأمِِ :وجدَ بعضُ الباحثينَ : كـ ( Mónica Ambriz-Tututi,2009)
، أنَّ الميلاتونينِ ، يعتبر مسكناً للألأمِ ، حيثُ يقلل منْ الإحساسِ
بالألم ، منْ خلالِ العديدِ ، منْ آلياتِ التفاعلاتِ البيوكيميائيةِ ،
مثل التنشيط الغير مباشر لمستقبلاتِ المورفين , و تقليل افراز الموادِ
المسببةِ للالتهاباتِِ ، بالإضافةِ الى عملهِ ، كمضادٍ للأكسدةٍ
، لذلكَ تتضح أهميةُ النومِ ، في الظلامِ ، لمنْ يعانونَ ، منْ أمراضٍ ، ينتج عنها : اىّ نوعٍ منْ الألآمِ
، والميلاتونين يقي منْ السرطانِ ، حيثُ أظهرتْ بعضُ الدراساتِ الحديثة :
( A David E. Blask 2008 ) أنَّ
العمالَ ، في الفتراتِ المسائية، و المتعرضينَ للضوءِ الصناعيِّ ، هُمْ
الأكثر تعرضاً للإصابةِ بالسرطانِ ، و كذلكَ لنقصِ المناعةِ ، كما
أظهرتْ الأبحاث الحديثةِ :
( Pauley SM.2004 ) أنَّ تثبيطَ الميلاتونين ، بالتعرضِ للضوءِ ، ليلاً قدْ يكون سبباً ، منْ زيادةِ معدلاتِ سرطان الثدي و القولون ، و قدْ و جدتُ العديد ، منْ الدراساتِ ، و منها ( Sánchez-Barceló EJ, et al;2003) : و

( Joo SS, Yoo YM et al; 2009) أنَّ
تأثيرَ الميلاتونين ، المضاد للسرطانِ ، يأتي منْ طبيعتهِ كمضادٍ
للأكسدةِ , بالاضافةِ الى ، قدرتهِ على التأثيرِ المباشرِ ، على الخلايا
السرطانيةِ ، حيثُ يثبط الميلاتونين السرطان ، منْ خلالِ التداخلِ فى عددٍ
منْ المساراتِ البيوكيميائيةِ , و قدْ وجدَ أنهُ في سرطانِ الثدي ، يقومُ
بدورٍ مباشرٍ ، على خلايا السرطانِ ، كمضادٍ طبيعيٍّ
للإستروجين , و في سرطانِ البروستاتا ، يؤدي ، إلى موتِ الخلايا السرطانيةِ ، المبرمج مبكراً
.

[ أثرُ التلوثِ الضوئيِّ على البيئةِ ]
كما
تأثرَ الإنسان ، بالتلوثِ الضوئيِّ ، تأثرتْ بيئته أيضاً , فهناكَ
العديد منْ الآثارِ السلبيةِ ، للتلوثِ الضوئيِّ ، على البيئةِ و منها
:

أولا: صعوبة رؤية نجومُ السماءِ : فالتلوث الضوئيِّ ، يقضي على إمكانِ ، رؤيتنا الواضحة للسماءِ الواسعةِ المزينةِ بالنجومِ و الكواكبِ ، و أصبحَ منْ الصعبِ ، الاهتداء بالنجومِ ، في ظُلماتِ البرِ و البحرِ , كما
أصبحَ منْ الصعبِ رؤية هلال الشهورِ العربيةِ ، بالعينِ المُجردةِ ، و
المراصدِ الفلكيةِ , و بسبِ الإضاءةِ الجائرةِ للمصابيحِ ، التي تحيل
ظلام الليلِ إلى نهارٍ ، أُجبرَ الفلكيينَ ، إلى أخذِ مراصدهم و مغادرة
المدن
.

ثانياً: الكائنات الحية غير الإنسان :في بحثٍ جديٍّ أوضحتْ نتائجه ، مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" أُلقيَ الضوء ، على ما يُعرفُ بظاهرةِ " التلوث الضوئي
" وآثارها السلبية ، على كلِّ الكائناتِ , فأظهرتْ نتائجهُ ، بأنَّ
المخلوقاتِ الحيةِ ، لمْ تكنْ بأحسنِِ حالاً ، منْ الإنسانِ , فقصتها
السلبية ، مع التلوثِ الضوئيِّ ، لا تقل خطورة ، عمَّا يحدث للإنسانِ ،
فالعديد منْ أنواعِ الأسماكِ والكائناتِ البحريةِ ، تفقد حياتها وحياة صغارها ، بسببِ التلوثِ الضوئيِّ
، سواء الموجودة بالقربِ منْ شواطئِ المُسطحاتِ المائيةِ العملاقةِ ،
كالمحيطاتِ والبحارِ المفتوحةِ ، أو تلكَ الأضواء الموجودة تحتَ سطحِ
الماءِ في القاعِ ، لدواعي التنقيبِِ ، عنْ ثرواتٍ طبيعيةٍ أو انتشال
حُطام سفينة أو طائرة استقرتْ بسببِ الحوادثِ ، في مملكةِ الكائناتِ
البحريةِ ، هناكَ أنواعٌ منْ الكائناتِ البحريةِ ، مثل : السبيط "كلماري"
وثعبان البحرِ ، وأنواعٌ منْ السلاحفِ البرمائيةِ ، والحوت الأزرقِ ،
جميعها – وبطريقة فطرية
تأخذُ في الدورانِ بسرعةٍ عاليةٍ ، حولَ البقعِ الضوئيةِ
، في قاعِ البحارِ ، حتى يحدث لها نوعٌ ، منْ الدوارِ الحادِ ، يتسببُ
فوراً في نفوقها ، الأمرُ الذي يهدد الثروة السمكيةِ والبحريةِ ، بالإضافةِ
لتلوثِ قاع البحارِ ، الذي لا ينقذهُ ، إلا تجديد ذاته تلقائياً ، حسب ما
هو معروف في علمِ البحارِ ،
أمَّا طيورُ البطريقِ والطيور المهاجرةِ ، فلها
مع الأضواءِ ، قصصٌ مأساويةٌ ، حيثُ إذا تعرضَ الصغير ، لتلوثٍ ضوئيٍّ ،
فإنهُ ينفق سريعاً ، لأنهُ يحيا ، في نسبةِ ظلامٍ طبيعيةٍ ، تفرضها
المناطق الثلجيةِ القطبيةِ ، التي بدأَ الإنسانُ الوصول إليها ، وتخريب
قوانين الطبيعة فيها ، أما هجرة الطيورِ للتزاوجِ ، وقطع مئات الأميالِ ،
منْ مكانٍ لآخر ، في العالمِ ، فتخضع لنظامِ
البوصلةِ الطبيعيةِ ، التي زودها اللهُ سبحانهُ وتعالى بها ، كنوعٍ ، منْ الإعجازِ في الخلقِ ، وهذهِ البوصلة الطبيعيةِ
، التي تحدد اتجاه الطيران ، لهجرةِ هذهِ الأسراب ، منْ الطيورِ ، تفقد
فاعليتها بالأضواءِ السَّاطعةِ ، عندَ معابرِ القاراتِ ، وفوق المسطحاتِ
المائيةِ ، فتكون النتيجة نفوق أسراب هائلة ، منْ الطيورِ المهاجرةِ ،
مِمَّا يترتب عليهِ ، انقراضُ بعضِ أنواعها ،
و التلوثِ الضوئيِّ، أيضاً يُصمتُ حناجر الطيورِ المُغرّدةِ ، مثل
ما يعرف بـ"الطيور السوداء" ذات الحنجرة الرائعةِ ، التي تصدر نغمات
طبيعية مغردة ، وطيور "العندليب" التي لها القدرة ، على تنغيمِ الصوتِ
الموسيقيِّ الطبيعيِّ ، الصاعد تلقائياً ، منْ حنجرتها الواسعة ، فهذان
الطائران لا يُغردانِ ، إلاّ وسط الظلامِ ، ليكتمل الإعجاز بالصوتِ
والصورةِ معاً ، فالأضواء الشرسة ، الصاخبة تخرس أصوات هذه الطيور للأبدِ ،
وتنتهي حياتها بعيداً ، عن الطبيعةِ والفطرةِ ، التي خُلقتْ عليها
، و أيضاً تتأثرُ ، مملكة الحشراتِِ بالتلوثِ الضوئيِّ ،
لأنَّها تعيش في الظلامِ النسبيِّ ، لاصطيادِ الحشراتِ الأُخرى ، وبعضٍ
منْ النباتاتِ ، التي تقتاتُ عليها ، فالضوء نذيرٌ بالخطرِ ، لكلِ ما
تأكلهُ الحشرات ، بحيث تهرب فرائسها ، وبالتالي تنقرض الحشرات ، مثل أنواع
منْ النملِ المُتسلقِ والفراشاتِ كبيرة الحجمِ ، أيضاً تقل نسبة تكاثرها ،
الذي يتمُّ في الظلامِ الهادئ ،
وكما أنَّ الأضواءَ الصاخبةِ ، تقلل منْ نسبةِ الخصوبةِ ،
لدى ذكور التماسيحِ ، والخرتيت "وحيد القرن"، والبحث جارٍ حالياً ، حول
مدى تأثير أضواء النيونِ الساطعةِ ، على نسبةِ التبويضِ ، لدى السيداتِ ،
وعلى صحةِ وحيويةِ الحيوانات المنويةِ ، لدى الرِّجالِ ، فقدْ أثبتتْ
الباحثةُ "
ريتش" بأنَّ قوَّةَ الضوءِ الصناعيِّ ، تُحدثُ خمولاً ، في بعضِ الوظائفِ الحيويةِ للإنسانِ والحيوانِ معاً ، و كما تتأثر النباتات ، بفعلِ التلوثِ الضوئيِّ ،
لأنَّ الأضواءَ المباشرة ، على الأرضِ ، تمتصُ الرطوبة الطبيعيةِ ، التي
تحفظ للأرضِ سلامتها ، وبالتالي تقل نسبة الأراضي الصالحةِ للزِّراعةِ
والزُّهورِ والاخضرارِ
.

[ كيفَ تغلبَ التشريعُ البشريِّ ، على الآثارِ الضَّارةِ للضوءِ ؟؟؟ ]
بعدَ أنْ تنبهتْ البشرية ، إلى مخاطرِ التلوثِ الضوئيِّ
، بدأتْ جميعُ دول أوروبا و أمريكا و غيرها ، منْ بلدانِ العالمِ
المُتحضرِ ، في سنِ القوانين و التشريعات ، التي منْ شأنِها أنْ تحمي
الإنسان و بيئته ، منْ أضرارِ الإضاءةِ الليليةِ الزائدةِ , وتهدفُ هذهِ
التشريعات ، إلى عدمِ التبذيرِ ، في استهلاكِ الكهرباءِ ليلاً ،
والتقليلِ منْ الهالةِ الضوئيةِ المنطلقةِ منْ المدنِ ، والتي تعيق رؤية
النجوم ليلاً ، و تمنع هذه التشريعات استعمال نوعٍ ، منْ مصابيحِ
الإنارةِ العموميةِ ، التي تنطلق أشعتهُ إلى الأعلى , مع استعمالِ مصابيح ،
فيها سقف يعكس الضوء نحو الأسفلِ ، مِمَّا يساهم في اقتصادِ الطاقةِ
وتقليلِ هالة الضوءِ المنطلقةِ نحو الفضاءِ ، ويسعى القانون إلى تحديدِ
نسبةِ درجةِ الإنارةِ ، التي لا يمكن تجاوزها ، و منْ الغريبِ ، أنَّ
دولَ العالم الإسلاميِّ ، و حتى لحظتنا هذهِ ، ما تزال تسرف في استخدامِ
الإضاءةِ ليلاً ، بالرغمْ منْ التحذيرِ النَّبويِّ الصَّريحِ : (
أطفئوا مصابيحكم إذا رقدتم بالليل ).


وجهُ الإعجازِ العلميِّ
في قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ
( أطفئوا مصابيحكم عندَ الرّقادِ )
قبلَ أنْ تعرفَ البشرية ، مصطلح [ التلوث الضوئيِّ ] في العصرِ الحديثِ , و قبلَ أن تبدأَ البشرية ، في سنِ القوانينِ ، التي تحمي الإنسانَ و بيئتهُ ، منْ التلوثِ الضوئيِّ , جاءَ التشريعُ الإسلاميِّ ، على لسانِ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ،
الذي لا ينطقُ عنْ الهوى , ليحمي البشرية ، منْ مخاطرِ المصابيحِ الظاهرةِ
، على عهدهِ ( كالاحتراق بنارها ) و المخاطر الخفيةِ ، التي لمْ تحدثْ في
عهدهِ (
كالتلوثِ الضوئيِّ
) , فقدْ سبقَ ، كلّ التشريعاتِ البشريةِ ، و وضح الحل الجذري ، لمشكلةٍ
بيئيةٍ خطيرةٍ ، لم يراها على زمنهِ ، بكلماتٍ قليلةٍ ،
لو أحسنَ تدبرها ، كلّ الباحثينَ ، في مشكلةِ التلوثِ الضوئيِّ , و المُشرِّعينَ للحدِ ، منْ أضرارها ، لقالوا جميعاً , صدقَ رسولُ الإسلامِ ، والرحمة المهداة إلى العالمينَ , فإظلامالمصابيح ، عندَ الرّقادِ ، [color




 الموضوع الأصلي : { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } //   المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: ابتسم ارجوك



NaRuTo
NaRuTo


الإدارة العليا

الإدارة العليا
معلومات اضافية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 02/11/2012
العمر العمر : 25
الموقع الموقع : ~ هنا في المنتدى الغالي ~

{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } Empty
موضوع: رد: { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } Calend10الجمعة نوفمبر 02, 2012 1:56 pm

{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1
..

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع
خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } , { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } , { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } ,{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } ,{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } , { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ { إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ } ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
معهد 4 خدمات :: [الساحة الاسلامية] :: القسم الاسلامي العام :: المنتدى الاسلامي-
free search engine website submission top optimizationExactSeek: Relevant Web Search